ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﻳﻌﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻭﻻﺩﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﻄﻮﻓﺔ ﺻﺒﻮﺭﺓ ﺣﻨﻴﻨﺔ
ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻗﻮﻳﺔ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻧﻴﺎﻡ ﺯﺍﺩﺕ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻭﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺍﻻﻣﻄﺎﺭ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻻﺳﺎﺱ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻡ ﻗﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻓﻰ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﻟﺘﺤﺎﻭﻝ ﺍﻥ ﺗﺪﻓﺌﻬﻢ ...
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻷ ﺑﺎﺣﻀﺎﺭ ﻭﺭﻗﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻀﻊ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺍﺧﻔﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻈﺮ
ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ .
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﺣﺪ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻀﻊ ﺷﺊ ﻣﺎ
ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ
ﻣﺮﺕ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻛﺒﺮ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮﺍ ﺭﺟﺎﻻ
ﻭﺍﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﻤﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ
ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺰﻻ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻣﻬﻢ ﻣﻌﻬﻢ ﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﺛﻢ ﺗﻮﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ..
ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﺧﺬﺗﻪ ﻣﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﻩ ﻭﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ
ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺍﻥ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻻﻡ ﺷﺊ
ﻣﺎ ﻓﻰ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻓﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺒﺮ ﺑﺎﻗﻰ ﺍﺧﻮﺗﻪ ﻫﺮﻋﻮﺍ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺬﻯ
ﻳﺴﺪ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﻭﺟﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺧﺬﻫﺎ ﺍﻫﺘﺰ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﺨﺎﻑ ﺍﻻﺑﻨﺎﺀ ﻓﺎﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺧﺮ
ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻻﻛﺒﺮ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺫﻫﻞ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﺓ ﻣﻜﺘﻮﺏ
ﻭﺳﻜﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﺒﻀﻊ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺛﻢ ﺍﻓﺎﻗﻪ ﺍﺧﻮﺗﻪ ﺑﺼﻮﺕ
ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ
ﻗﺎﻝ ﺍﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﺎﺫﺍ: ﻗﺎﻝ :
ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺇﻻ ﺑﻀﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ ..
ﻭﻫﻲ ﺍﺻﻤﺪ ﺑﺎﺫﻥ ﺭﺑﻚ
ﻳﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﺎ ﺍﺻﺪﻕ
ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ...
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺮﺣﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﻢ ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺁﺧﺮ ﺩﺭﺱ ﻗﺪ
ﻋﻠﻤﺘﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺜﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺛﻘﺔ ﻭﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ
ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﻬﻢ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق