الأنف وعلاقته بإفطار الصائم
يُعد الأنف من المنافذ المفتوحة إلى الحلق، فلذلك كُل ما يؤدي إليه يُعتبر من المُفطرات، وقد ثبت ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بالِغْ في الاستنشاقِ، إلَّا أن تَكونَ صائمًا)،[١]
ووجه الدلالة من الحديث أنّ ما يدخل عن طريق الأنف يصل إلى الحلق، ثُم إلى المعدة.[٢] ويُشار إلى أنّ الأنف يُعَدّ عضو التنفُّس والشمّ الرئيسيّ عند الإنسان، وهو يُسهم في تدفئة الهواء، وترطيبه أثناء التنفُّس، وتنقيته من الجراثيم، ويتكوّن الأنف من فتحتَين تنقلان الهواء إلى داخل التجويف الأنفيّ الذي يمتدّ فوق سقف الفم، وينحني التجويف إلى الأسفل حتى يلتقي مع الفم عند نهاية الحلق في منطقة تُسمّى البلعوم الأنفيّ (بالإنجليزية: Nasopharynx).[٣][٤]
حُكم استنشاق البخور في نهار رمضان هل البخور يفطر الصائم ؟؟؟
اختلف الفقهاء في حُكم البخور الداخل من أنف الصائم في نهار رمضان، كما يأتي: الحنفية: ذهب الحنفية إلى أنّ دخول الدُّخان، أو ما شابهه، كالبخور بأيّ صورة كانت إلى حلق الصائم وهو مُتذكِّرٌ لصيامه يكون مُفطِّراً له؛ وذلك لسهولة التحرُّز، والابتعاد عنه، ولا يُعامَل مُعاملة شَمّ الورد، أو العطر؛ لأنّ البخور وصل إلى حلقه بفِعله وقَصده، في حين أنّ الورد والعطر يمثّل هواء تطيُّبٍ برائحة الورد، وهو لا يُفطِّر.[٥]
المالكية: ذهب المالكية إلى أنّ أيّ نوعٍ من أنواع الدُّخان الذي يصل إلى الحلق بقَصدٍ يُعَدّ مُفطِّراً؛ سواءً كان الدُّخان ناتجاً من حرق البخور، أو السجائر، أو غيرها، أمّا ما وصل منه إلى الحلق بغير قَصد فإنّه لا يُفطّر.[٦]
الشافعية: ذهب الشافعية إلى أنّ ما يصل إلى الجوف من الروائح، كرائحة البخور، وغيره لا يُعَدّ من المُفطرات، حتى وإن كان شمّها مُتعمَّداً؛ لأنّها ليست من الأعيان في عُرف الصيام.[٧]
الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى أن شمّ البخور ليس من المُفطرات؛ لأنّه ليس ممّا يُؤكَل، أو يُشرَب، ولا في معناهما.[٨] سبب التفطير بالبخور عند القائلين به ذهب القائلون بالفِطر بسبب البخور إلى أنّ دُخان البخور هو الذي يُفطّر وليس رائحته؛ لأنّ الدخان عَين، وهو يصل إلى الحلق، والدخان ممّا يمكن التحرُّز منه؛ فلو شَمّه من غير وصوله إلى جوف الحلق فإنّه لا يكون مُفطراً.[٩] حُكم استعمال البخور في رمضان يجوز استعمال البخور وما شابهه من الروائح العطرية في نهار رمضان، إلّا أنّه يُفضَّل تركها؛ لأنّ ذلك يُعَدّ نوعاً من الترفُّه الذي يتناقض مع مقصود الصيام؛ من تعويد النفس على مُخالفة الشهوات، وهوى النفس،[١٠]
وقد أجاز بعض العُلماء استعماله بشرط عدم استنشاقه، ومنهم: الشيخ ابن عثيمين، وصالح الفوزان،[١١]
أمّا بالنسبة إلى حُكم استعمال العطور للصائم، فقد ذهب الفقهاء إلى تفصيله، وذلك على النحو الآتي:[١٢]
الحنفية: ذهب الحنفيّة إلى أنّه يُباح للصائم استعمال العطور.
المالكيّة: فرَّقَ المالكية بين المُعتكف، وغيره؛ فقالوا بجواز استعمال العطور للصائم المُعتكِف، وكراهته لغير المُعتكِف.
الشافعيّة: يرى الشافعية أنّه يُسَنّ للصائم ترك شَمّ أنواع العطور جميعها في النهار؛ لأنّ فيه معنى الترفُّه، بينما يجوز له استعمالها ليلاً حتى وإن استمرّت الرائحة إلى النهار. الحنابلة: يرى الحنابلة كراهة شَمّ أيّ شيء يُمكن أن يصل إلى الحلق، كالطِّيب، والبخور، وغيرهما. المراجع هل كان المقال م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق